(مواقع تستقطب الشباب والفتيات بعيداً عن اجواء الملل)
زين عنبر-وديان قطان (جدة)
– لماذا أصبحت مقاهي “الكوفي شوب” امكنة جاذبة للشباب من الجنسين وما التداعيات الناتجة عن ارتيادهم لهذه الأماكن؟ سؤال يفرض نفسه في ظل الحضور اللافت للشرائح الشبابية من الجنسين في “الكوفي شوب”. “عكاظ الاسبوعية” رصدت آراء مجموعة من الفتيات والشباب من رواد هذه المقاهي وامسكت بطرف الخيط الرفيع الذي يربطهم بهذه المواقع حيث تباينت الآراء واختلفت حول هذا الموضوع فبينما اشارت شريحة الى ان “الكوفي شوب” مكان لتبادل الآراء والتقاء الاصدقاء بين رشفات القهوة بمختلف نكهاتها وتدخين المعسل اوضحت مجموعة اخرى انه مكان مناسب لاستذكار الدروس واستخدام شبكة الانترنت السريعة للبحث عن المعلومات العلمية والرياضية والفنية . يرى بعض الطلاب والطالبات ان الاستذكار في المقهى كسرللروتين والترويح عن النفس بعيدا عن جدران البيوت. وقال حمد عبدالله انه درج على ارتياد مقهى 90% من زبائنه شباب تقل أعمارهم عن 30 سنة لتناول القهوة وشرب المعسل وتبادل الاحاديث مع أصدقائه. واضاف ان مفهوم ثقافة المقهى مصطلخ غير دقيق لان “الكوفي شوب” لا يوفر للفتاة او الشاب ثقافة بعينها.
ميزانية شهريةمن جانبها قالت الطالبة هنادي عبدالواسع والتي تلتقي بزميلاتها مرة في كل شهر لمناقشة مشروع التخرج ان الكوفي شوب مكان مناسب لمثل هذه اللقاءات حيث يحلو الحديث بين رشفات القهوة وتناول الوجبات السريعة. واضافت انها تخصص ميزانية شهرية للكوفي شوب وهي تصل في بعض الأحيان الى ما يقارب الـ 500 ريال. وبالنسبة الى الطالبة نسرين السبحي فإن المذاكرة في المقهى يمكن وصفها بضرب عصفورين بحجر واحد حيث اوضحت ان جلسة الكوفي شوب تعد تغييراً عن جو المنزل والاستفادة من الوقت في المذاكرة. وتقترح ايجاد اشتراك شهري في المقاهي الأمر الذي يوفر على الطالبة في خدمات الانترنت السريعة التي تستخدمها الطالبات لاستقاء المعلومات البحثية المطلوبة.
تغيير جو
ورأت عبير خالد انه لا غضاضة في ارتياد الفتيات للكوفي شوب وهو أمر جيد من وجهة نظرها خصوصا اذا استغلت الطالبة الوقت في المذاكرة او القراءة لان في ذلك تغييرا عن اجواء المنزل. واضافت ان ما يشدها الى ارتياد كوفي شوب معين هو ديكوراته والخدمة الجيدة ونكهات القهوة وتمنت ان يتم توظيف فتيات سعوديات في المقاهي النسائية وبهذا تصبح فوائد الكوفي شوب متعددة الجوانب. من جانبها قالت ليلى ناصر انها ترتاد الكوفي شوب بصورة اسبوعية مع صديقاتها وقريباتها وانها تنفق ما يقارب 700 ريال في الكوفي شوب شهريا.
إقرأ ايضاً
دراسة جدوى مشروع كوفي شوب
لقاء الزوج
وبالنسبة الى هالة محمد فالكوفي شوب وأجواؤه الهادئة افضل ملتقى لها مع زوجها للابتعاد عن جو المنزل وضجيج الابناء وذلك لمناقشة الامور الحياتية وحتى المشكلات التي قد تحدث بينهما فالتغيير من وجهة نظرها لكسر الملل والروتين. واضافت ان الكثير من الازواج يفضلون أجواء الكوفي شوب للاحتفال بالمناسبات السعيدة.
ايناس عبده رأت انه المكان الوحيد الذي تجري فيه حوارات بين الفتيات برائحة ومذاق القهوة. فيما رأت ناهد العمري ان الموسيقى الهادئة في الكوفي شوب تساعدها على استذكار دروسها واستدعاء المعلومات وقالت سارة محمد ان المقهى بالنسبة لها هو متنفس “تسولف” فيه مع صديقاتها وتستذكر دروسها واضافت ان اسر بعض الطالبات ترفض تجمعاتهن في منزل احداهن للاستذكار لذا فان بعض الطالبات يخترن المقاهي للقاء ومراجعة الدروس..
مضيعة للوقت
غير ان الطالبة نسمة خليفة ترى انها لا تعتقد ان الكوفي شوب هو المكان المناسب للاستذكار او التقاء الفتيات خصوصا ان الأمر قد يتحول الى تسلية ومضيعة للوقت.
اسباب ودوافع
الدوافع وبنظرة الى دوافع الشباب لارتياد مقاهي الكوفي شوب فان آراءهم في هذا الصدد تتباين حسب الهوايات والثقافة والاهتمامات وفي هذا الجانب يقول عادل الاحمدي الموظف في القطاع الخاص ان الاسباب التي تدعوه الى ارتياد الكوفي هي عدم وجود بدائل تستوعب وقته وتستثمر فراغ الشباب ما يدفعهم لارتياد المقاهي التي أصبحت من السمات البارزة في حياة الشباب من الجنسين واضاف انه يقصد المقهى يوميا من أجل الالتقاء بأصدقائه بصحبة حاسوبه المحمول (اللاب توب) وهو في المقهى يقوم بإنجاز عمله او تصفح بعض المواقع وتابع ان انجاز بعض المهام بالحاسوب في المقهى اصبح من المظاهر السائدة في عدد من الدول حيث ان الأعمال والصفقات تتم بواسطة الكمبيوتر المحمول.
تجمع الاصدقاء
وفي ذات السياق قال الشاب عبدالله الراشد ان الكوفي شوب بديل جيد لتجمع الاصدقاء خارج نطاق المنازل لانه من الصعوبة تجمع الاصدقاء في المنازل بشكل يومي لانه أمر قد يثير حفيظة الاسر والاهل ولكن جدران الكوفي شوب تتحمل ضحكات الشباب ومشاغباتهم وتابع أنه وأصدقاءه يختارون المقاهي المتميزة بخدماتها وبنكهة القهوة والتي تختلف من مكان لآخر.
اضرار المعسل
ومن اجل تسليط الضوء على ثقافة الكوفي شوب بين الشباب والشابات تحدثت الاخصائية النفسية بمستشفى الصحة النفسية بجدة منال الصائغ عن الاسباب التي تدفع الشباب والشابات لارتياد مقاهي الكوفي شوب حيث ذكرت ان الاسباب تتعدد وتتفاوت فقد تكون نتيجة الفراغ .
واضافت ان على الشباب استثمار مقاهي الكوفي شوب لاقامة ملتقيات فكرية هادفة في أوقات متفق عليها الى جانب توزيع بطاقات توعوية يشرح من خلالها مضار التدخين والمعسل وبذلك نحافظ على السلوكيات الايجابية في ثقافة الكوفي شوب. وحول اذا كان انتشار هذه المقاهي يعود الى اتساع مدينة جدة اوضح المهندس المعماري محمد الحبشي ان التوسع العمراني في جدة يعد أحد أسباب انتشار مقاهي الكوفي شوب باعتبار ان جدة مدينة اقتصادية وسياحية من الدرجة الاولى حيث يبلغ عدد سكانها 3.4 ملايين نسمة. واضاف ان التصميم الهندسي المتفرد احد أسباب الجذب لمقاهي الكوفي شوب سواء كان ذلك من حيث “تكنيك” الحركة وتوزيع الاثاث او الاضاءة والألوان المستخدمة فكلما كانت هذه العناصر مدروسة بعناية فائقة فإن المقهى يصبح وجهة للشباب. اما الشاب محمد المرواني الذي افتتح كوفي شوب بأحد أحياء مدينة جدة مؤخرا فقال انه اختار الموقع نظرا للكثافة النوعية للطالبات والطلاب في الحي.
إبحار في النت
وتابع ان الكثير من الطلاب يحضرون الى المقهى للمذاكرة الجماعية. واضاف انه حريص على خلو ردهة المقهى من الموسيقى المزعجة وتدعيمه بخطوط الاتصال السريعة لشبكة المعلومات العالمية (الانترنت) حتى يتمكن الطلاب من التعامل مع محركات البحث بسهولة وجلب المعلومات التي يريدونها. وتابع انه قام بتوظيف مجموعة من الطلاب في المقهى بعد انتهائهم من الدوام الجامعي.