10 أسباب وراء فشل معظم المقاهي
إن فكرة تأسيس مقهى قد تكون مغرية للكثيرين، إلا أنهم سرعان ما يعرضون عنها حال اكتشافهم حقيقة أن معظم المقاهي الناشئة قد تفشل في البداية جرّاء ما يرتكبه البعض من أخطاء فادحة تنم عن أهداف غير مدروسة، مما سيجعلهم يعدلون عن انغماسهم في هذه الفكرة التي لن تظل مغرية كما كانت من قبل ولن يستمر أحد في انغماسه فيها مجدداً.
والسبب وراء ذلك أن معظم المقاهي الناشئة قد تفشل في تحقيق الاستدامة الاقتصادية بسبب العدد الكبير من الهواة الذين يقعون ضحية لمفهوم “امتلاك مقهى/مطعم”. هؤلاء الأشخاص ليست لديهم أدنى فكرة حول تسعير المنتجات التي من شأنها توفير عائد تنافسي للمالك/المدير بعد الساعات الطويلة من العمل والاستثمار الكبير. إلا أنّ أسعارهم الغير عملية لا توفر عوائد معقولة حتى على مستوى أصحاب المقاهي الناجحة. وهكذا، ومع تواجد الوافدين الجدد محل الفاشلين، تبقى الأسعار أدنى مما هو مطلوب من كل المشاركين من أجل القيام باستثمار مستدام ويستحق العناء. قد تتمكن من استثناء أحد الأجور من استثمارك في المقهى، لكن “شراء عمل” ليس هو الحل المناسب للأعمال المتوقع لها أن تحقق استدامة كبيرة نحو النجاح.
وإلى جانب المشكلة المتعلقة باستدامة السعر، هناك عقبات أخرى يمكن أن يرتكبها المبتدئين في هذا الخصوص كما أسلفنا، وأهمها الآتي:
- إعطاء أولوية للمطبخ ـ الأمر نفسه ينطبق على الاستثمار الزائد في مطبخ فاخر عوضاً عن التركيز على تجربة العملاء. احذر من الطاهي الذي يعتقد أن “فن الطعام” هو أكثر أهمية من الخدمة الموثوقة والسريعة والتجربة الودودة مع الزبائن.
- ضعف التصميم ـ تحتاج المقاهي إلى آلاف الطلبات يومياً لتصل إلى مستوى الاستدامة والاكتفاء ما إذا كانت تعاني من انخفاض سعر المنتج الواحد لديها. إذا لم يتم تصميم مكان صنع القهوة بشكل هندسي ومدروس، فلن تكون مساحة تلقّي الطلبات والدفع فعالة وعمليّة. ومن الطبيعي أن تتطلب عملية إنتاج الطعام داخل المقهى الكثير من الحركة والتنقّل، وبالتالي فقد تحد خدمة مثل هذه من قدرتك على تحقيق الاستدامة في المقهى، ناهيك عن الأجور الضخمة التي قد تتكبدها بسبب بيئة مكانية سيئة كهذه.
- التركيز على القهوة فقط ـ تحقق القهوة هوامش ربحية إجمالية كبيرة، إلا أنك لا تدفع الإيجار بنسب مئوية، بل بالدولار. قد تكون المقاهي التي تركز على بيع القهوة فقط ممتلئة بالزبائن طوال اليوم، لكنها لن توفر ما يكفي من الربح الإجمالي لتغطية جميع التكاليف. يجب أن تتبع المقاهي استراتيجية لا تركز على بيع القهوة فقط في البداية في حال أرادت تحقيق ربح كاف من أجل الوصول إلى الاستدامة. أي يمكن بيع القهوة إلى جانب الفطائر أو أي منتجات غذائية مربحة أخرى حسب الخدمة التي يقدمها المقهى.
- التركيز الكبير على الإهدار ـ كثير من المبتدئين في هذا المجال ترعبهم فكرة الإهدار المتأصلة في المقاهي الناجحة الكبيرة، مما يؤدي بهم إلى التقليل من كمية المنتجات المعروضة أو الاحتفاظ بالمواد الغذائية لديهم لفترة أطول مما ينبغي. وفي الواقع، المشكلة تكمن في عدم وصول هؤلاء إلى مستوى مرضِ من الاستدامة إذا كانت الرفوف صغيرة أو إذا لاحظ العملاء ولو مجرد ملاحظة أن المواد الغذائية المعروضة قديمة، بل ستبدأ عندئذ رحلة الانزلاق البطيئة نحو الفشل.
- الربح أولاً ـ على غرار التركيز على الإهدار، فإن التركيز المبكر على الربح سيجعل الموردين يقلقون حول السعر بدلاً من التركيز على بناء علاقة شراكة وثيقة ومبنية على أسس صلبة، حيث لا يتوجب على أي مبتدئ أن يكون بخيلاً بما يتعلق بأحجام الطعام أو بالتركيز كثيراً على الربح بقدر ما ينبغي التركيز على “ربح العملاء” وذلك ببناء علاقات جيدة معهم يمتد أثرها طويلاً. التركيز على الربح فقط في بداية الأمر قد ينتهي بك إلى الإفلاس في النهاية ولك في
-
عمالة غير ودودة
ـ المقهى ليس مجرد عمل تجاري يبيع المنتجات الغذائية والمشروبات فقط، بل هو مكان يتسم بالخصوصية، حيث أن هناك عاطفة وجدانية تربط الزائر بالمكان. ومن هذا المنطلق، فإن على الإدارة الناجحة لأي مقهى أن تهتم بعملائها وتعزيز تجربتهم كما تهتم لزيادة أرباحها، وذلك من خلال تدريب العمالة في إطار تحضير المشروبات والأطعمة وعلى طريقة تقديمهم أيضاً وتواصلهم مع الزبائن بشكل يعزز الثقة بين العميل والموظف ويبني تلك الألفة بينه وبين المكان والقائمين عليه. فالعميل يأتي إلى المقهى طلباً للراحة والشعور الجيد أو للتخفيف من التوتر، وكل هذا هو قيمة مضافة إلى المقهى لن تجدها إلا من خلال كادر مدرّب جيداً ويتقن مهارات الاتصال ويتحلى باللباقة في تعامله مع العملاء. فقد ينسى العملاء ما قمت ببيعه لهم بدون شك، لكنهم لن ينسوا أبداً شعورهم من خلال تجربتهم مع ذلك المقهى.
- عروض كثيرة جداً ـ العديد من المقاهي المبتدئة تقدم خيارات كثيرة وبوفرة إذا كان العميل فقط جائعاً وعطشاً. ومن هنا، قد يصعب إدارة العروض الكثيرة والمتنوعة وقد تتسبب أيضاً بزيادة التكاليف، مما يعني عوائد قليلة تقود في النهاية إلى خسارة في المبيعات وبالتالي خسارة في العملاء. عندما يتعلق الأمر بتحديد العروض المتنوعة في المقاهي من الأفضل أن يكون الظاهر أقل من الباطن، من خلال معرفة أكثر الأطباق طلباً لدى العملاء الذين يترددون بكثرة على المقهى وفي العادة تنال إعجابهم بدلاً من عرض الكثير من الأطباق التي قد لا يتم اختيارها كلها.
- موقع الغير مناسب ـ قد يكون الموقع الغير مناسب السبب الأكبر والوحيد وراء فشل المقاهي. فقد تكون حركة المرور غير ثابتة في موقع المقهى الخاص بك أو قد لا يحصل المقهى على الاهتمام المتوقع إذا كان في موقع سفلي مغمور أو غير ظاهر أمام الناس. احرص على اختيار المواقع التي تجلب لك عملاء ثابتين وبكثافة عالية خلال أيام الأسبوع، مثل الطرق المزدحمة أو التي تحتوي على بعض المواقع السياحية أو ما شابه.
-
استراتيجية تسعير ضعيفة
- ـ تعاني المقاهي من الأسعار المتزايدة في هذه الصناعة، الأمر الذي يصعّب المهمة أمام إنشاء مشروع عمل مستدام. هذا بالإضافة إلى بعض استراتيجيات التسعير الضعيفة والتي تضمن لك فشلك بشكل سريع. كمثال، أن تقوم بخصم سعر قهوة الإسبريسو من أجل الربح عندما تكون هي المنتج الأعلى جودة والأقل تقلباً في الأسعار. فضلاً عن بيع المنتجات بمتوسط سعرها أو اعتماد سعر البيع بناءاً على التكاليف لا على توقعات واحتياجات السوق.